المرأة الشحية

فالشحية الجبلية تشارك زوجها بالعمل في الحقل فهي ترعى الغنم ، حيث يمتلك الفرد الواحد من الشحوح قطيعا ً من الأغنام يصل إلى مائة رأس تعيش بمعظمها طليقة وسط الجبال .

وتقوم هذه المرأة بحلب الغنم و ( تخض ) الحليب أي تخرج الزبدة و الجبنة ، و تساعد في جمع المحاصيل الزراعية ، و تساعد الزوج بأخذ هذه المحاصيل إلى أسواق المدن الكبرى لبيعها هناك أو مقايضتها ببضائع أخرى ، و إلى جانب ذلك فهي تعنى بشؤون خلايا النحل فالعسل غذاء يومي يحبه الشحوح ، و خبز التنور يجب أن يرافق جبن الطعام و خاصة الفطور .

مع الملاحظة أن الوجبات الرئيسية عند الشحوح هي ( الريوق ) أي الفطور ، و العشاء ، ذلك انهم غالبا ً ما يكونون وقت الظهيرة متنقلين بين المدن .

هذا و إن المرأة الشحية الجبلية تشارك الرجل في الحرب و القتال . فإذا نادى منادي الحرب عندهم اجتمع الرجال و باشروا بإطلاق أهازيج الحرب و النخوة ، وترددت أصداء الطلقات النارية في الفضاء و تعالت الأصوات بالندبة الشحية الشهيرة .

وتقوم المرأة الشحية بإعداد عدة الحرب وتهيئتها . كـــما تعد الميرة و الطعام و الماء . فإذا حدث الاشتباك قامت بواجب الإمداد من العتاد و السلاح و الطعام و إيصاله إلى أرض المعركة . كما تقوم بواجب الرصد ونقل المعلومات .. .. الخ فإذا حمي وطيس المعركة والقتال ، تناولت سلاحها وراحت تقاتل كتفا ً إلى كتف مع الرجل .

وقد جرت العادة أنة إذا وقعت المرأة أسيرة عند الشحوح فلا تعذب و لا تسجن و لا تقتل ، بل يطلق سراحها .

هذه هي المرأة الشحية البدوية الجبلية .

أما أختها الحضرية ، فيغلب عليها طابع سلاسة الحضر فهي لا تشارك بأعمال الحقوق الزراعية ، و لا عمليات البيع و الشراء ، و لا في المعارك أو القتال ، إلا ما ندر .

أي يكون عملها بالغالب هو الاقتصار على إدارة شؤون البيت و الاهتمام بالزوج و الأولاد .

و المرأة الشحية عفيفة شريفة نبيلة ترتدي البرقع عند سن البلوغ ، كمــــا ترتدي ملابس النساء المسلمات بصورة عامة ، و هي الثياب التي تستر جسمها ولا تكشفه للغرباء .

والمرأة الشحية جميلة الوجه ، رقيقة البشرة مائلة للبياض نجلاء العينين قوامها جميل لكثرة الحركة و العمل في الحقول و هي تضع زينتها لزوجها وتتزين بالحلي الذهبية المعروفة في المنطقة .

وبكلمة ، فإن شأنها شأن أختها المسلمة في الحفاظ على عفتها التي تمثل شرف أسرتها ، بل شرف القبيلة كلها .

عن مسندم

شاهد أيضاً

زواج الشحوح

الزواج سنة سنها الله تعالى لخلقة لكي يديم صلة الرحم وتبقى البشرية في نمو وتكاثر …

اترك تعليقاً