الحياة الإجتماعية

يقول الأستاذ عبدالله الطابور: “إن الظهوريين قبيلة مستقلة لها تاريخ طويل في سلسلة الجبال ولهم نظام حياتي يميزهم عن بقية القبائل في المنطقة”. وتوجد عدة خصائص وحقائق كان لها كبير الأثر في الحياة الإجتماعية والأخلاقية لقبيلة الظهوريين و أول تلك الخصائص هي أنهم قوم جبليون يقطنون الجزء الشمالي من رؤوس الجبال الذي يتميز بكثرة الخلجان والفيوردات حيث يقول المسعودي في مروج الذهب ومعادن الجوهر:”ثم الجبال المعروفة بكسير وعوير وثالث ليس فيه خير ، ثم الدردور المعروف بدردور مسندم ،ويكنيه البحريون بأبي جهرة ،وهذه مواضع من البحر،وجبال سود ذاهبة في الهواء لا نبات عليها ولا حيوان ،يحيط بها مياه من البحر عظيم قعرها،وأمواج متلاطمة تجزع منها النفس إذا أشرفت عليها”. ولكون الظهوريين من الأقوام الجبليين فقد انطبعت حياتهم بكثير من الخصائص التي تختلف عن سكان الصحراء، وينقسم الظهوريين اجتماعيا إلى قسمين

أولا:سكان الجبال ومن يسمونهم البداه

ثانيا: سكان الساحل وهم الحضر “”وهم في حكم الجبليين كون السواحل في منطقة رؤوس الجبال أزقة ضيقة تعلوها الجبال”.الظهوريين يسكنون البيت المبني من الحجر و الصخر . حيث ورد في كتاب جلفار عبر التاريخ “وبيوت الظهوريين تسمى القفـــول وهي تنزل من متر إلى مترين تحت الأرض، “وقد أثر هذا وهم يتنقلون في حياتهم اليومية وسط الجبال والسهول ويركبون البحر ويغوصون في أعماقه كل هذا أثر على التركيب الجسماني للظهوري فصار صلبا قويا كجسم الفارس المصقول .ولإختلاط الظهوريين بحكم موقعهم الذي يقطنون فيه بالشعوب المجاورة لهم وكثرة أسفارهم في جزر الخليج مثل هنجام وطنب وبحكم أن بعض الجزر القريبة من الساحل الإيراني لم تعرف غيرهم أضفى على بعضهم بعض الملامح و السمات المختلفة نوع ما كتفتح لون البشرة حيث أن الغالبية العظمى من الظهوريين يغلب عليهم اللون الأسمر العربي.ويذكر كتاب فصول من تاريخ دبا و تراثها ما نصه:”وللظهوريين لهجة خاصة تختلف بشكل واضح عن باقي اللهجات السائدة في المنطقة،إلا أنه من الإنصاف القول بأنه على الرغم من أن هذه اللهجة معقدة إلا أنها تقترب في أصولها من اللغة العربية”. ولا عجب في هذا إذا صدقت الروايات القائلة بأنهم لظهور بلد بالبحر من أرض مهرة بأقصى اليمن حيث تفيد كتب التاريخ وهي كثيرة بأن مهرة بن حيدان القضاعي عندما نزل هذه الأرض جاور بها أقواما من العرب البائدة أي بقايا قوم عاد وعن هذا الجوار والإختلاط نشأت اللغات المهرية و الشحرية التي هي أصل الغة العربية وبالتالي نشأت الهجة الظهورية التي تتقارب في بعض العبارات والكلمات مع اللهجات الشحرية والمهرية ومثال ذلك يقول الإمام السيوطي في المزهر :”وذكر الثعالبي في فقه اللغة من ذلك:اللخلخانيةتعرض في لغة أعراب الشحر وعمان كقولهم :مشا الله كان،أي يريدون :ما شاء الله كان.”.و”المشا الله كان “عبارة دارجة لدى الظهوريين وعليه فإن اللهجة الشعبية التي يتكلم بها أهالي رؤوس الجبال قد استقدمها أجداد الظهوريين معهم عندما قدموا إلى هذه المنطقة

والظهوريين من أهل السنة والجماعة يتبعون المذهبين الشافعي والحنبلي ولقد اعتنق الظهوريين الدعوة الوهابية فور وصولها إلى المنطقة واعتناق القواسم لها حيث يقول د.محمد مرسي في كتابه دولة الإمارات العربية المتحدة وجيرانها :”الظهوريين حنابلة سلفية…” وهذا الطابع الذي تميزوا به ،بإلتزام عقيدة أهل السنة و الجماعة وما صقلته فيهم الدعوة الوهابية من ضرورة الإلتزام بتعاليم الدين الإسلامي والتمسك به انعكس على أخلاقهم وطبائعهم التي تميزت بالحدة والعصبية للدين و للعادات و للقبيلة وللولاء السياسي فقد كانوا ولا يزالوا ذو عصبية شديدة للمحافظة على دينهم وأخلاقهم وفي ولائهم السياسي للقواسم وهذا الطبع يمكن اعتباره خاصية قائمة بذاتها

وعليه فإن الطابع الجغرافي المميز لمناطق الظهوريين وتميزهم بلهجتهم العربية الخاصة منذ قديم الأزل و كذلك اعتناقهم للدعوة الوهابية المجددة لعقيدة أهل السنة والجماعة ،وكل هذه الخصائص مجتمعة صبغت الحياة الاجتماعية للظهوريين بلون خاص يتسم بالحدة والعصبية الدينية والقبلية والسياسية واعتناق معاني الرجولة والشهامة ةالكرامة والمروءة ،فتجدهم كرماء لا يرضون بالضيم يفتدون أعراضهم بالدم وكرامة القبيلة تفدى بالروح والولاء لشيوخهم لا يدانيه حد في ذلك ،تراهم يسعون لطلب العلم إذا سنحت الظروف وإذا ما دعا داعي الحرب فإنهم يلبسون أكفانهم ويحملون أرواحهم على أكفهم

يرددون قول الشاعر

ظــهــور من دوم لمر الزمان

صيتنا برؤوس اليبال ظاهر

1

عن مسندم

شاهد أيضاً

الظهوريين و سلطنة هرمز العربية

كانت مملكة هرمز أو سلطنة هرمز كما يذكرها بعض المؤرخين لغز تاريخي وأسطورة من أساطير …